عند رحيلك شعرت أنني إحدى قطرات الندى النازفة على أوراق خريفية ... أوراق ذابلة تتساقط
الواحدة تلو الأخرى ... تتساقط حتى تتهشم ... لقد رحلت في يوم عاصف ... يوم تلاشت فيه كل
الذكريات ... عند رحيلك قلت لي كوني بخير ... قلتها حتى دون وداع ... رحلت بصمت لأنك لم تضيع
وقتك في البحث بين أحشاء اللغة لإنتقاء كلمات حب ... او اعتذار ... او وداع ... لأنك أدركت ان
الكلمات التي تولد لحظة الفراق هي مجرد محاولات فاشلة لتبرير الهروب ....
عند رحيلك اكتشفت ان الزمان ليس زماني ... و المكان ليس مكاني ... والاحساس ليس
احساسي ... اكتشفت ان الاشياء من حولي لم تعد تشبهني ...
لهذا قررت الرحيل ... قررت الرحيل كما رحلت انت ... رحلت عن عالمي ... رحلت تاركتاً ورائي ...
مشاعري ... احلامي ... حتى ذكرياتي ... رحلت مغلقة الباب ورائي ... تماماً كما فعلت انت ...
رحلت دون ان اكترث لوجود اناس يهمهم أمري ... لم اكترث لقلوب أحبتي بصدق ... قلوب أحبتني
بصمت حارق ... لأنني عند رحيلك قررت الرحيل مغمضة عيني كي لا أرى وجوه أولئك الذين
أحبوني بصدق ... رحلت بعيداً عنهم ... رحلت حتى دون بكاء ... حتى لا يصل صوت بكائي إليهم
لم أجد في رحيلي سوى الصمت ... رحلت كما رحلت أنت ... رحلت بصمت ... لكنني كنت أدرك
ان رحيلي الصامت كان له صوت مؤلم ... صوت لا يسمعه الا أولئك الذين شكل وجودي شيئاً لهم
في الوجود ... لأن صمت رحيلك لا يزال عالقاً في ذكرياتي .....
كثيراً ما أذكرك بعد رحيلك و رحيلي ... كثيراً ما تتسكع خُطاي على مرافئ الذكريات و أهيم في
ثنايا لحظاتها الجميلة ... يالها من ذكريات تهب هبوب الماضي على قلب أضناه النسيان ... قلب
يتمنى أن ينسى رحيلك ....
بعد رحيلك لم أدرك من هو الجاني ......
انا ام أنت ؟؟؟؟؟؟!!!!